فادي نشيوات – المغطس
مع اقتراب قرع أجراس عيد الميلاد المجيد في كل عام يشهد العالم العربي تزايد ظاهرة تحريم التهنئة من قبل المسلمين على المسيحيين اعتبار انه ليس من ديانته ولا يجوز تهنئته بالأعياد، بالرغم من حسم الجدال من قبل بعض العلماء والشيوخ، إلا أن هذه الظاهرة ما زالت موجودة وتظهر للسطح في موسم الأعياد المسيحية طوال العام.
ويعتبر خبراء ومختصين في الفقه الاسلامي أن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هي الفتاوى العشوائية التي تطرقت لها رسالة عمان ووضحها الملك عبدالله الثاني عام 2004 م ومحذرا من أخطار الفتاوى العشوائية مع التشديد على أحد أهم بنود رسالة عمان وهي الوحدة بين المسلمين والمسيحيين .

الشيخ مصطفى أبو رمان وهو إمام مسجد سابق، وضّح في مقابلة خاصة “للمغطس” أن المتشدد الرافض للتهنئة مهما اتيته بدلائل لن يقبل التهنئة ويقول حلال وحرام، حتى وصل بعض المتشددين إلى درجة تحريم التهنئة في عيد المولد النبوي الشريف، حتى أنهم يعتبرون كلمة ( جمعة مباركة ) حرام وبالتالي الإنسان المتشدد و المتعصب لن يقبل بتهنئة الإخوة المسيحيين مهما أتيت له بدلائل”.

و يضيف الشيخ مصطفى “للمغطس” انا لست مفتي ولا يعتبر كلامي فتوة” ولكن أنا كمسلم أفهم ديني الذي نصحنا في الإنسانية و العدالة و المواطنة، والدين يأمرنا في التعامل الحسن مع غير المسلم انطلاقا من قوله تعالى ( وقولوا للناس حسنا ).
ويتابع أبو رمان “للمغطس” الأخوة المسيحيين شركاؤنا في الوطن وفي الإنسانية، الله عز وجل أمرنا بمودة المسيحيين بالذات، فيجب علينا أن نبرهم و نتعامل معهم من خلال قلبنا .المسيحي الاردني هو أخي في الوطنية و الإنسانية و دين سيدنا عيسى عليه السلام لن نفرق بين بعضنا البعض بل نبحث على كل ما يوحدنا” .
وقال القس الدكتور معتصم دبابنة راعي الكنيسة الإنجيلية “للمغطس” إننا في كل عام اعتدنا أن نتلقى التهاني والتبريك من إخواننا المسلمين في وطننا الحبيب كما ويأتي إلى كنيستنا وبيوتنا العديد من أصحاب الفضيلة الشيوخ وأصحاب السعادة والعطوفة والجيران في عيد الميلاد المجيد، وأيضا في عيد القيامة حيث لا فرق بين مسلم ومسيحي في أردن أبا الحسين لانه عيدنا جميعاً.

وقال مختار عشيرة النشيوات حازم النشيوات “للمغطس” في كل عيد يجتمع الشيوخ وأخواني المسلمين في منزلي ليشاركونا فرحة هذا العيد وليس فقط عيد الميلاد بل جميع الأعياد كما ونحن أيضاً نشاركهم الأفراح والأحزان دوما، فرسالة المسيحية هي السلام والمحبة، مشيراً انه في كل عيد يتم تجمع شيوخ وأهالي السلط مسيحيين ومسلمين في جمعية مارجريس الخيرية، ويقول “كلنا فخر بجلالة الملك الذي لا يفرق بين أي دين ومساهمة الأسرة الهاشمية في المقاسات الإسلامية والمسيحية هي رسالة واضحة وصريحة للعيش المشترك والمحبة والاحترام بين الدينين”.
مواطنون أجمعوا بالرأي على أهمية نبذ خطاب الكراهية والتفرقة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي عادة يتم استغلالها لبث رسائل الكراهية والتفرقة في الأعياد والمناسبات الدينية تحديدا.
وتعليقا على نشر وتداول المنشورات التي تحرم تبادل التهنئة بين المسلميين والمسيحيين في الأعياد المسيحية ودعوات تحريمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وضح المحامي ابراهيم الديات “للمغطس” أن نشر صورة أو أي رمز يسيئ إلى أي دين أو مذهب يعتبر جريمة إلكترونية فيها إهانة الشعور الديني و زرع الفتنة كما ينص قانون العقوبات الأردني : المادة 278 والتني تنص ” يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر أو بغرامة لا تزيد على عشرين ديناراً كل من نشر شيئاً مطبوعاً او مخطوطاً او صورة او رسماً او رمزاً من شأنه أن يؤدي الى إهانة الشعور الديني لأشخاص آخرين او الى إهانة معتقدهم الدينية.

وقال المواطن ليث العواملة “للمغطس” الأخوة المسيحيين يهنئوننا فى أعيادنا و أن تهنئهم بعيد الميلاد ليس به أي حرمة و هي من باب مبادلة التحية لقوله تعالى : ( وإذا حُييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أَو ردوها ) . حيث إنه لم يفرق بين من يلقي التحية مسلم أو غير مسلم في إلقاء التحية وردها وتعتبر التهنئة في الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية ومن خلالها نظهر الاحترام بيننا.
وتحدث المواطن رائد خريسات “للمغطس” لا مانع من أن نحتفل نحن المسلمين بهذه المناسبة وهى مناسبة مولد سيدنا عيسى عليه السلام، ويضيف “تهنئة المسيحيين في أعيادهم جائز شرعاً، ولا حرمة فيه، فهو يحمل مضامين اجتماعية و دينية ووطنية، ويجب تشجيع الناس على تهنئة المسيحيين فرسالة الإسلام تقوم على السلام والتعاون واحترام الديانات الأخرى وتقديرها” .
المواطن زياد الدرادكة قال “للمغطس” لا مانع شرعًا من تهنئة المسيحيين بأعيادهم و هذا هو التطبيق الأمثل للإسلام وليس في ذلك خروج عن الدين أو فيه نوع من الحرمة كما يرى بعض المتشددين غير العارفين في تكامل النصوص الشرعية فالدين يُسر لا عُسر”.