رنا أبو فرحة – المغطس
في حوار مطوّل أجراه موقع “المغطس” مع رئيسِ بلديِة مدينة بيت لحم أنطون سلمان استعرَضَ خلاله استعدادات المدينة لإطلاقِ احتِفالات عيد الميلاد المجيد رغم الظروف الصحِية الطارئة وإلغاءات المشاركات الدولية المفاجِئة.
وقال سلمان “للمغطس” إن بيت لحم مُصَمِمة على إطلاقِ موسم عيد الميلاد المجيد 2021 يوم الخميس الثاني من كانون الأول/ديسمبر- كما كان مُخططاً له- رُغم الحالة الوبائيِة الطارِئة التي أَلمَت نتيجة مُتحوِّر كورونا الجديد وتداعياتِه وأبرزها وَقف الرحلات السياحيِة التي كانت مُقررَة إلى المدينةِ خلال هذا الشهر.
وأكد سلمان “للمغطس” أن البلدية سَتفتَتِح سوق الميلاد السنوي الحادي والعشرون يوم الخميس في شارع النجمة التاريخي المؤدي إلى ساحة كنيسة المهد، والذي سيشمل مجموعة متنوعة من الفعالياتِ والمنتجات المحليِة والميلادية والحِرَف أمام الزوار المحليين ومن كل فلسطين التاريخية- نظرا لوقفِ السياحة الوافدة من الخارج.
وحول احتفال إنارة شجرة الميلاد، شَددَ سلمان أن الحفل قائم ولن يُوقِفه أي ظرف، مُشيراً إلى أهميةِ احتفال بيت لحم برسالةِ المحبة والسلام التي انطلقت منها قبل أكثر من ألفي عام، رغم إلغاء مشاركة عشرات الفِرَق الفنية والمرنمين الذين كان مقرر وصولهم الى المدينة، وأبرزهم مجموعة مكونة من 150 مُرَنِماً من الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافةِ الى الغاءِ مشاركة رؤساء بلديات أوروبية في الاحتفال أيضاً نتيجة الوضع الوبائي المُستَجِد.
وأعرب سلمان عن أسفه لهذه الإلغاءات قائلا “إنها ليست بالَيد…لكننَا مُصممِون على الفرحِ رُغم الخسارة التَسويقيَة لبيت لحم والخسارة الاقتصادية”.

وأشار سلمان إلى الغاءِ رحلات عَشرات الوفود السياحيِة التي كان من المفترض أن تُشغِل ما نسبته 70% من حجوزات الفنادق العامِلة في بيت لحم خلال شهر ديسمبر نتيجةَ الوضع الصحي، وإعلان اسرائيل وقف حركة المطارات والمعابر أمام الأجانب، الأمر الذي شَكَلَ صدمة للبلدِية والجهات الشريكة مثل وزارة السياحة التي استعدت خلال الأشهر الماضية لإعادة إحياء المدينة، بالإضافةِ إلى الصدمةِ الأكبر أمام أهالي المحافظة بمُدنِها السياحية الثلاث: بيت لحم، بيت جالا وبيت ساحور.
وتَطَرَقَ سلمان في حديثهِ ل “المغطس” الى أبرز التحديات التي واجهت بلدية بيت لحم بشكل استثنائي منذ جائحة كورونا، منها الأعباء المادية التي تفاقمت عليها نتيجة مَحدوديِة الإمكانيات أولا، ثم عدم التزام المواطن بتسديد الضرائب، موضحا أن بلدية بيت لحم وفي أحسن حال تستطيع جباية من 30 الى 35% من التزامات المواطنين.
وأضاف سلمان “أن البلديِة تُعاني حالِياً من إرهاق مالي نتيجةَ هذه الأسباب، أضف إليها قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعفاء المنشآت السياحية من ضريبة الأملاك، الأمر الذي تحَملَتُه البلدية وسط ضعف في الدعم الحكومي، مؤكداً أن ذات الأمر ينطبق على ضريبةِ المعارف والنفايات مما أدى الى تفاقمِ الأزمة الماديةِ بشكلٍ يعيق التَقَدُم بالمشاريع التنمويِة الداعِمة لأهل بيت لحم التي انقطعت عنها السياحة وعجلة الاقتصاد منذ حوالي عامين نتيجة تداعيات فايروس كورونا.
وكانت نادت أصوات “تلحمية” مختلفة خلال الفترة الماضية بضرورةِ دعم محافظة بيت لحم وسط اتهامات للحكومةِ الفلسطينية بِتَعَمُدِ تهميشها من خلال افتقارها للمشاريع التنموية والاقتصادية وحتى القطاع الصحي فيها خصوصاً فترة جائحة كورونا، الأمر الذي جعل الحكومة تَعقِدُ إحدى جَلساتِها الأسبوعية الشهر الماضي في مدينةِ بيت لحم في محاولةٍ لامتصاصِ حالة الغضب والامتعاض.
وكانت أسفرت هذه الجلسة عن وعوداتٍ رسميِة بتحسينِ القطاع الصحي والخدماتي وتطوير المشافي والمراكز العامة بالإضافة الى خٌططٍ تنموية للقطاعِ السياحي.
رغم ذلك- أعرب سلمان عن تفاؤله بموسم ميلادي مُبَشِر، متنمياً عودة سريعة للتعافي العالمي، داعياً أهالي بيت لحم وفلسطين إلى بيت لحم للحج والسياحة والاحتفال بالميلاد المجيد، مؤكدا على رسالة المحبة والسلام من مدينة المهد الى العالم أجمع.
كما وتمنى سلمان لموقع “المغطس” انطلاقة ناجحة متمنياً دوام التقدم والنجاح للقائمين عليه في هذه الرسالة المسجلة: