روان العودات – ملح الأرض
انطلق برنامج إعداد القادة “تقدم” بمساريه الجدد بعنوان “المشورة والدفاعيات” الذي يُعقد بتنظيم من جمعية دار الكتاب المقدس في الأردن في جمعية الشابات المسيحيات- عمان مع مجموعة جديدة من الشباب والشابات.
كان اللقاء الأول مليء بالتفاعل من قِبَل جميع المشاركين الذين بلغ عددهم 60 مشاركا حيث لوحظ وجود إقبال كبير على التسجيل وتعطش الكثير منهم للمعرفة و الحصول على الخبرة العملية.
و عن المساق و أهدافه قالت منسقة البرامج هيا خوري لـ ملح الأرض “أنا متحمسة جدا لهذا المسار ومنذ عدة سنوات ونحن نفكر بكيفية إدخال المشورة في الخدمات الكنسية المختلفة وذلك بصنع قادة مؤهلين لمساعدة الناس والتخفيف من آلامهم، وأن يسيروا معهم في رحلتهم نحو الشفاء والتعافي ونبني في الأيام القادمة كنيسة جيدة لأولادنا من خلال خلق الوعي الكافي بالمشورة والدعم النفسي عند الجيل الجديد وهذا ما أتمنى حدوثه لكل من شارك معنا”.
و أضافت خوري لـ ملح الأرض “يجب أن نكون حذرين حين نقدم المساعدة لأي شخص فيجب أن تكون الطريقة مبنية على معرفة حقيقية بالكتاب المقدس وبالصحة النفسية حتى تكون المساعدة مفيدة ولا نحدث أي ضرر إضافي، فلا يجب علينا أن نأخذ الأشخاص الذين نخدمهم بتجرد عن ظروفهم وتجاربهم الحياتية التي يمرون بها، بل نأخذ أصغر التفاصيل بعين الاعتبار ومهم جدا أن نقتدي بشخص يسوع المسيح له المجد حين كان يتعامل مع المتعبين و كيف كان يهتم بكل التفاصيل الروحية والنفسية والجسدية”.
و أجرى ملح الأرض لقاءً حصرياً مع الدكتور فيل مونرو Dr. Philip Monroe الذي حضر خصيصا من أميركا ليقدم من خبرته الممتدة على مدى 30 عاماً في العلاج النفسي والشفاء من الصدمات حيث قال “إن كان في الكنائس قساوسة وهم فقط من يستطيعون المساعدة فنحن نواجه مشكلة فالعدد غير كافٍ فنحن بحاجة إلى أشخاص في الكنيسة يعرفون كيف يكونوا مستمعين أمينين وأن يمتلكوا الحكمة، والذين يمكنهم المشي مع الشخص الذي يعاني من الإكتآب أو القلق أو الذين يواجهون صعوبة في زواجهم أو في تربية أبنائهم، وآمل أن يكون جميع الحاضرين قادرين أن يكونوا مشيرين جيدين وهذا هو سبب وجودي معكم في البرنامج”.
وتابع قائلاً لـ ملح الأرض “ أحياناً نخاف من الاستشارة لأننا نخشى أن يكتشف الناس الأشياء التي تشعرنا بالضيق أو الخجل لكني أرى أيضاً في الرسالة إلى العبرانيين أن المسيح دمر العار وهنا نرى بوضوح خوف الناس من الاستشارة لكن في الحقيقة المشورة هي مكان لك للعثور على شخص يمكنه فهمك والاستماع لك والبكاء معك ويساعدك على الشفاء”.
وعن فعاليات اليوم الأول تقول لـ ملح الأرض أمل الحوت وهي إحدى المشاركات في مسار المشورة: “كان أول يوم كتير حلو خاصة لما تعرفنا على صفات المشير الجيد وغير الجيد وهاد الإشي ساعدنا نفحص حالنا والصفات الموجودة فينا لنقدر نعرف نفسنا أكتر و نقييمها وأنا بشوف إنه إحنا بحاجة لوجود مشيرين في الكنيسة حتى يساعدونا بالمشاكل الصغيرة وتفاصيلها العامة وهاد هو سبب مشاركتي إنه أتعلم أكتر عن المشورة لحتى أقدر أفهم وأساعد أي حد بحاجة للمساعدة والدعم النفسي”.
وأما بالنسبة لمساق الدفاعيات فقد تنوعت المواضيع المقدمة في المحاضرات ما بين مقدمة عن علم الدفاعيات وكيف يمكننا أن نفهم الآخر، و قال سعد خوري أحد المشاركين في مسار الدفاعيات لـ ملح الأرض “سجلت بمسار الدفاعيات لأنه من أكثر المواضيع اللي أنا بهتم فيها ويدرس حالياً لأنه في مواضيع شائكة لازم أخذ فيها نقطة البداية مثل معضلة الألم والشر والحروب وعصمة الكتاب المقدس الواجب على كل مسيحي يعرف عنها”.
وعند سؤاله عن الأمور المتوقع الحصول عليها بعد إتمام البرنامج أجاب خوري” متوقع بعد ما أنهي المسار أن أكسب معلومات ومعرفة جديدة عما أعرفه من قبل و أن أتعمق أكثر بمعرفتي وحبي للمواضيع المطروحة ورغبتي بإني أتعلم أكثر عن الله وأعرف أكثر عن تعاملات الله مع البشر وكيف أدافع عن إيماني المسيحي بالطريقة الصحيحة”.
من الجدير بالذكر أن المسارات ستمتد على مدة 4 أشهر و سينطلق برنامج تقدم مرة أخرى في الربع الاول من العام القادم ٢٠٢٣.
تكافح مجلة “ملح الأرض” من أجل الاستمرار في نشر تقارير تعرض أحوال المسيحيين العرب في الأردن وفلسطين ومناطق الجليل، ونحرص على تقديم مواضيع تزوّد قراءنا بمعلومات مفيدة لهم ، بالاعتماد على مصادر موثوقة، كما تركّز معظم اهتمامها على البحث عن التحديات التي تواجه المكون المسيحي في بلادنا، لنبقى كما نحن دائماً صوت مسيحي وطني حر يحترم رجال الدين وكنائسنا ولكن يرفض احتكار الحقيقة ويبحث عنها تماشيًا مع قول السيد المسيح و تعرفون الحق والحق يحرركم
من مبادئنا حرية التعبير للعلمانيين بصورة تكميلية لرأي الإكليروس الذي نحترمه. كما نؤيد بدون خجل الدعوة الكتابية للمساواة في أمور هامة مثل الإرث للمسيحيين وأهمية التوعية وتقديم النصح للمقبلين على الزواج وندعم العمل الاجتماعي ونشطاء المجتمع المدني المسيحيين و نحاول أن نسلط الضوء على قصص النجاح غير ناسيين من هم بحاجة للمساعدة الإنسانية والصحية والنفسية وغيرها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو بالتواصل والنقاش الحر، حول هويّاتنا وحول التغييرات التي نريدها في مجتمعاتنا، من أجل أن نفهم بشكل أفضل القوى التي تؤثّر في مجتمعاتنا،.
تستمر ملح الأرض في تشكيل مساحة افتراضية تُطرح فيها الأفكار بحرّية لتشكل ملاذاً مؤقتاً لنا بينما تبقى المساحات الحقيقية في ساحاتنا وشوارعنا بعيدة المنال.
كل مساهماتكم تُدفع لكتّابنا، وهم شباب وشابات يتحدّون المخاطر ليرووا قصصنا.
