أكد الدكتور قسطندي شوملي استاذ اللغة العربية والباحث من جامعة بيت لحم على تعاون السلطة الفلسطينية مع الأردن لأجل أن تكون هي الضامنة لمكانة القدس الدينية بالنسبة للمسيحيين والمسلمين، وأن الأردن يمثل حاجزا قويا في منع تهويد المدينة التي لم يعد للفلسطينيين القدرة على إيقافها.
جاء تصريح د. قسطندي لـ ملح الأرض تعليقا على حديث الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش يوم الأحد أمام مجلس النواب والذي تطرق إلى الدور المحوري للأردن والذي سيبقى منصبا على الدفاع عن القضية الفلسطينية، والتي اعتبرها الملك “على رأس أولوياتنا ولا سبيل لتجاوزها إلا بحل عادل وشامل يبدأ بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة”.
وقال د. قسطندي إن حرص الملك عبدالله الثاني على ذكر القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية والمحلية هو أمر يمثل حاجزا وعاملا قويا في منع تهويد المدينة التي لم يعد للفلسطينيين قدرة على إيقافها.
وفي نفس السياق أكد الملك عبدالله الثاني في لقائه الاسبوع الماضي مع البابا فرانسيس في الفاتيكان على أن مسيحيي القدس يقل عددهم عن 6 آلاف شخص من الفلسطينيين الأصليين. و قال إن “هذا أمر مخيف أن نجد مدينة السلام تكاد تخلو تقريبا من المسيحيين”.
د. قسطندي شوملي أكد لـ ملح الأرض على ما قاله الملك عبدالله بما يخص أعداد المسيحيين في القدس مستعرضا مراحل تناقص أعدادهم خلال السنوات السابقة ” أيام الانتداب البريطاني كان عدد المسيحيين في القدس يشكل النصف، وبعد النكبة تناقض العدد حتى وصل اليوم إلى أقل من 6 الاف شخص، وفي ظل غياب الوجود المسيحي في مدينة القدس فإن هذا يفقدها طابعها الأساسي المسيحي حيث نشأت الديانة المسيحية على الأرض”.
اقرأ أيضا: البابا فرنسيس يستقبل الملك عبدالله بالفاتيكان
وعزا د. قسطندي في حديثه لـ ملح الأرض أسباب قلة أعداد المسيحيين “أهمها الاحتلال الإسرائيلي والصعوبات التي خلقها لسكان المدينة بحيث منعت من تطورهم وتقدمهم من خلال إجراءا متنوعة أدت الى مغادرة المدينة وعدم قدرتهم على مممارسة حياتهم اليومية المختلفة بصورة حرة”، إضافة إلى البطش الذي يلقاه العديد من المثقفين والقوميين الذين يدافعون عن عروبة هذه المدينة مما أدى إلى إبعادهم عن المدينة فهم يواجهون عملية إبادة بطيئة لا تبدو للعيان بأنها عنصرية بصورة واضحة”.

وكانت شخصيات مسيحية ومسلمة أكدت أنّ لقاء الملك عبدالله الثاني مع بابا الفاتيكان رسالة سلام للعالم بأكمله أن الأديان تسعى مع جميع المهتمين بملف الأمن والسلام بالعالم، وأن قادة الأديان يحضون ويوجهون أتباعهم نحو السلام الإنساني في العالم كله تحت مظلة العدل والقانون.