في لفتة إنسانية قام بها الصحفي من بيت لحم فادي ابو سعدة متجاوزا بها كل التحديات المجتمعية والنظرات السلبية، قضى “فادي” حصة مدرسية في مدرسة ابنته للتطوع للكتابة عن زميلة ابنته في الصف التي كُسرت يديها اليمين ولا تستطيع الكتابة بها.
يقول فادي أبو سعده لـ ملح الأرض ” علمت من ابنتي أن زميلتها تعرضت لكسر في اليد اليمنى التي تكتب بها.. فخطر ببالي فكرة التطوع للكتابة عنها ولو لحصة واحدة.. في البداية كل من سمع الفكرة “سخر منها ومن أفكاري” إلى حد ما،.. لكني أردتها أن تكون لفتة إنسانية، أمام الأطفال، أي جيل الغد، كي يتعرفوا على معاني العطاء بدون مقابل، والعمل التطوعي، والخدمة المجتمعية، والمحبة بين بعضهم البعض بشكل عام”.

ويتابع فادي “اثنين من أهالي الطلبة شاركوني الفكرة، وقدم كل منا حصة، كتبنا فيها عن الطالبة جولي قمصية، وبعد انتهاء الحصة الأولى، استأذنت المعلمة للوقوف والتحدث إلى الأطفال قبل مغادرتي، وشرحت لهم فكرة العمل التطوعي، والخدمة المجتمعية، وإعطاء بعض الوقت للغير لو كنت استطيع ذلك. قلت لهم ” يصادف هذا العام ذكرى 30 عاما على مغادرتي المدرسة، لا زلنا انا وطلاب صفي أصدقاء لغاية الآن وقد التقينا قبل أيام قليلة”.
ويؤكد الصحفي فادي لـ ملح الأرض أنه واجه صعوبة في بداية الامر من إدارة المدرسة ومن مجتمعه المحيط أيضا ” في البداية واجهت صعوبة في إقناع المدرسة بالفكرة، رغم أن الفكرة لم تنفذ في أي مدرسة من قبل… وبعد تنفيذ الفكرة واجهت بعض الانطباعات السئية، من قبل البعض مثل “هذا بحب التصوير” او “بدو يفرجي حالهامام الناس” ولكن كل هذا لم يمنعني عن القيام بهذه المبادرة البسيطة والتي ستترك بالتأكيد أثرا طيبا لدى الطفلة جولي ولكل زميلاتها وابنتي أيضا”.