بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي صادف الثامن من آذار الجاري، نشر موقع ملح الأرض استطلاع رأي غير علمي سأل خلاله عن الطريقة الأفضل لتكريم المرأة في يومها العالمي، حيث أجمع المشاركون في الاستطلاع على خيار حق المرأة المساواة في الإرث والتبني بنسبة 87%، فيما رأى 13% الاهتمام بالزوجة والأم ولم يصوت أي شخص على خيار تقديم هدية مناسبة لها.
الأرشمندريت الأب الدكتور بسام شحاتيت صاحب كتاب “المسيحيون والمواطنة في البلاد العربية بين الحقوق والواجبات, الأردن انموذجا” والذي يتناول في كتابه الأحوال الشخصية إلى جانب حقوق المسيحيين وواجباتهم المدنية والكنسية يؤكد لـ ملح الأرض على وجود أثر اجتماعي ونفسي سلبي لعدم المساواة في توزيع الإرث بين الرجل والمرأة: “السبب في ذلك شعور المرأة بالظلم لأنه يتم حرمانها من الميراث بالمخاجلة وهي غير موافقة على ذلك ولكن اليوم أصبحت المرأة أكثر وعيًا في عدم تنازلها عن حقها في الميراث” .
رئيسة جمعية النساء العربيات ليلى نفاع قالت لـ ملح الأرض ” مبدأ عدم الاعتراف بحقوق النساء المتساوية في الوسط المسيحي فيما يتعلق بالإرث يكشف العقلية الذكورية التي تسود مجتمعاتنا. ففي الوقت الذي يتم الادعاء باتباع النهج الغربي في العديد من القضايا مثل التعليم المختلط، يتم التمسك بالنهج الذكوري الذي يسود في مجتمعاتنا فيما يتعلق بالإرث”.
اقرأ أيضا: المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة في الديانية المسيحية.. مطلب أم حق؟
ومن جانبه يقول المحامي يعقوب الفار لـ ملح الأرض: “لا يوجد نص في تقسيم الميراث في قانون الطوائف المسيحية لأن مجلس الطوائف المسيحية ينظم علاقة الطوائف مع الدولة وأن الدستور أعطى الحق بتطبيق القوانين الخاصة بها، إلا أنهم لم يتفقوا على رأي واحد حتى هذا التاريخ، والمطلوب لسريان القانون بالدرجة الأولى هو أن تجتمع جميع الطوائف على قانون موحد للتركات للأفراد المسيحيين وهذا لم يحصل إلى الآن”.
أما آراء المواطنين فكانت متماشية مع ري الغالبية المشاركة في الاستطلاع وقال عدد منهم معلقين لموقع ملح الأرض ” سمعت مؤخرا أن الكنيسة اللوثرية في فلسطين دعت رعاياها للمناصفة في الارث وهذا أحد اهم الحقوق التي تطالب بها الحركة للنساء”. آخر قال “الابتعاد عن مواصلة توزيع الإرث على الطريقة الاسلامية، وعلى رجال الدين التحرك لبذل مجهوداتهم على انفصال المحكمة الكنائسية عن قوانين الدولة المسلمة، وهذا هو الجزء الأفضل لتكريم المرأة”. الغالبية قالوا “إن تكرم الام والزوجة وهو إعطاؤها حقها في الميراث”

فيما يخص موضوع التبني، طالبت نسرين حواتمة ناشطة أردنية مهتمة برعاية الأيتام ومؤسسة خدمة “سندك “بتعديل تعليمات الاحتضان في الأردن لتوافق على “التبنّي للمسيحيين فقط”. وقد ذكرت نسرين حواتمة لـ ملح الأرض أن هناك مطالبة من المسيحيين بتعديل تعليمات احتضان الأطفال الأيتام في الأردن والذي ينص على منع التبني في المملكة، ليصبح متاحاً للمسيحيين فقط ممارسة حق التبني.
وجاءت هذه المطالبة كون فكر الكتاب المقدس يشجّع على التبني وتقديم الرعاية لهؤلاء الأطفال الأيتام بشكل عام، وأنه في الأردن قوانين كنسيّة تحكُم موضوع تبني الأيتام وتشجع عليه.
ذكرت حواتمة لـ ملح الأرض أن السبب الذي يمنع قيام مسيحي الأردن من التبني يكمن في أننا نعيش في دولة مسلمة يتبع المسيحيون شريعتها”.
اقرأ أيضا: التبني للمسيحيين في الأردن: حق كنسي… لكن غير مطبّق!