دانية قطيشات- المغطس
على الرغم من أن دمج الطلبة من ذوي الإعاقة البصرية في المدارس الحكومية والخاصة أمرًا غير معتاد وصعب التحقيق، إلا أنه في محافظة الزرقاء وفي سابقة من نوعها في الأردن استقبلت مدرسة “المخلّص الإنجيلية” مشروع دمج المكفوفين ليكون الأول في الأردن في مبادرة من سمو الأمير رعد بن زيد، والذي افتتح سابقا أول شعبة – وهي الشعبة الوحيدة – للمكفوفين في المدرسة لتبدأ من ثلاث طالبات في الروضة، ليرتفع عددهم إلى العشرات حاليا.

وتوفر المدرسة ماكنات البرايل وطابعات وجهاز حاسوب ناطق ومكتبة بلغة برايل تحتوي على قصص ووسائل تعليمية للطلبة المكفوفين.
المكفوفين يستثمرون جائحة كورونا ويصدرون كتابا بلغة برايل”توقف العالم”
وذكرت دعاء بشارات مديرة المدرسة المخلّص “للمغطس” أنه قد تم التعامل مع المكفوفين بكل حرفية أثناء جائحة كورونا والتعليم عن بعد حيث أنهم كانوا يوفورون لهم اتصالات هاتفيه لمتابعتهم، وكانت تقوم كل من المعلمة المبصرة والكفيفة بمتابعة احتياجاتهم.
وساتطاع طلاب المدرسة المكفوفين استثمار جائحة كورونا وتأثيرها على نمط حياة المواطنين ليقومون بكتابة كتاب الاول من نوعه يتناول الية التعامل مع جائحة كورونا تحت عنوان ” توقف العالم” باللغتين العربية والإنجليزية بلغة بريل.
ويتناول الكتاب تحذيرات وتنبيهات للمكفوفين عن أهمية الانتباه للأشياء الملموسة وأهمية لمس الأشياء المعقمة، كون المكفوفين يعتمدون في حركتهم على لمس الأشياء. ولم يتوقف إبداع المكفوفين في مدرسة المخلص عند هذا الأمر إذ إنهم يقومون بترجمة القصص إلى لغة برايل ليتسنى لهم قراءتها بشكل أسرع.
كيف يتقبل طلاب المدرسة زملائهم من ذوي الإعاقة البصرية؟

وأعربت مديرة المدرسة دعاء بشارات “للمغطس” عن سعادتها بطلاب المدرسة الذين يتقبلون زملاءهم من ذوي الإعاقة البصرية، كما أنه يتم إشراكهم في جميع الأنشطة، وأضافت أن تقبل الطلاب يمكن وصفه بالممتاز العلاقات بينهم علاقة صداقة متينة كما أنهم دائمًا ما يبادرون بمساعدتهم في نقل الدروس ويعيروهم دفاترهم وكتبهم.
وأكدت بشارات “للمغطس” أن الطلاب ينخرطون فيما بينهم وبين باقي الطلاب، حيث أنهم يأخذون حصص مشتركة مع جميع الطلاب في جميع المواد الدراسية ولكن لديهم صف خاص لأخذ حصص برايل ولتلبية امورهم.
يذكر أن الصفوف الدراسية التي تتوفر في المدرسة هي من الصف الثالث، والسادس، والتاسع والعاشر والتوجيهي.