داوُد كُتّاب- ملح الارض
عبر القس روي مدلي أمين عام الكنائس المعمدانية في أمريكا عن “رفض استخدام الدين كسلاح للإهانة والتقسيم والتدمير”. وقال لـ “ملح الأرض” عبرنا عن اهتمامنا للمجتمع المسيحي في المنطقة وأكدت للملك عبدالله الثاني أن “المعمدانيين طلاب سلام وتعايش، وقد ركزنا كثيرا في حديثنا حول معاناة الشعوب العربية وخاصة الفلسطينيين المسيحيين.” وقدم المسؤول المعمدانية أمثلة حول مساعدة المعمدانيين رغم قلة عددهم في الشرق الأوسط للاجئين السوريين كما وأشاد بدور كلية بيت لحم للكتاب المقدس في فلسطين.

أقوال القس مدلي جاءت في لقاء للملك عبد الله الثاني يوم الاثنين 9 أيار مع 23 قائداً كنسياً أمريكياً يمثلون كافة الطوائف المسيحية في الولايات المتحدة. وقد حذر الملك عبدالله الثاني من التضييق المستمر الذي يطال المسيحيين في الأراضي الفلسطينية بخاصة في مدينة القدس، مؤكداً “أن المسيحيين العرب جزء لا يتجزأ من ماضي الشرق الأوسط وحاضره ومستقبله، لافتا إلى أهمية العمل بشكل جماعي للحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة والحيلولة دون فقدان,” حسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.
وأشار البيان نقلا عن الملك عبدالله “هناك بعض ممتلكات الكنائس في الأراضي المحتلة صادرتها منظمات متطرفة، كما تخضع ممتلكات أخرى لها لضرائب عالية. وأكد الملك أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس هي “شرف ومسؤولية، ومن ضمن أهدافها الحفاظ على وحدة جميع الكنائس، والأهم من ذلك وحدة المجتمعين الإسلامي والمسيحي.”
وحسب البيان عرّج جلالته على “الدعم والرعاية التي تحظى بها كنيسة القيامة وجميع الكنائس الأخرى للحفاظ على الوضع الراهن، مستعرضاً أعمال الصيانة والترميم التي نفذها الأردن على مراحل في موقع قبر السيد المسيح له المجد وكذلك في كنيسة الصعود الواقعة في جبل الزيتون.”

وأوضح الملك أن الأردن ملتزم بمبادئ الوئام والحوار بين الأديان والاعتدال والانفتاح، مبيناً أن جهود تعزيز السلام والاستقرار تمثل سياسة المملكة الخارجية.
وأشاد مدلي باهمية اللقاء الأول من نوعه له مع ملك الأردن والذي تطرق للحوار المسيحي الإسلامي والعمل المشترك في كافة المجالات: “عبرنا عن امتنانا لتلك النشاطات وأعربنا عن استعدادنا لدعمها. لقد كان اهتمام الكنائس الأمريكية لنظرائهم كنائس الشرق الأوسط. كما ناقشنا الوضع في القدس وتعاهدنا ان ندعم المحاولات الدبلوماسية وغيرها من أجل السلام المبني على العدل ونأمل أن تستمر اللقاءات لتعميق هذا الحوار الأولي” قال مدلي لـ “ملح الأرض.“
فيما صرح لـ “ملح الأرض” كيلا كريستوفاو مدير العلاقات الحكومية وكسب التأييد في مؤسسة “كنائس من أجل سلام في الشرق الأوسط” أنه “فخور بالدور الذي لعبته مؤسسته في ترتيب لقاء رؤساء الكنائس الأمريكية مع جلالة الملك مؤكد أن القادة أكدوا التزامهم للعمل على العمل بين الأديان من أجل العدل لكل سكان الأراضي المقدسة.”
وقال إن رؤساء الكنائس عبروا عن امتنانهم للدور الذي يلعبه الأردن في حماية الأماكن الدينية المسيحية والإسلامية في القدس وأنهم حزينون للاعتداء المتكرر على الوضع القائم: “يجب وقف المخالفات اليومية لحقوق الإنسان وحرية العبادة ضد المسيحيين والمسلمين في الأراضي المقدسة كما يجب إنهاء الاحتلال، نأمل الاستمرار في العمل مع جلالته لمستقبل يُمكّن الفلسطينيون والإسرائيليون الازدهار معاً,” قال كرستوفالو لـ “ملح الأرض“.
كما و أعرب المتحدثون، خلال اللقاء، عن تقديرهم للملك على مواقفه المشرفة في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، والتي تحظى برعاية دائمة منه.
وأشاد الحضور بجهود الملك في حماية الوجود المسيحي في الشرق الأوسط والدفاع عن حقوق المسيحيين في الأراضي المقدسة، معربين عن استعدادهم لتقديم الدعم لتعزيز هذه الجهود، ومثمنين مساعي الأردن المستمرة، بقيادة القائد للدفع باتجاه تحقيق السلام في المنطقة.
وأشاروا إلى الأهمية الدينية لموقع (المغطس)، الواقع على الضفة الشرقية لنهر الأردن، مؤكدين دعمهم لجهود المملكة لتطويره كمقصد عالمي للحج المسيحي، وضمان الحفاظ عليه كموقع مدرج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” للتراث العالمي.
وحضر اللقاء نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، والسفيرة الأردنية في واشنطن دينا قعوار، مندوب الاردن الدائم لدى الأمم المتحدة محمود الحمود.

وفي لقاء منفصل، اجتمع الملك برئيس أساقفة أبرشية الروم الأرثوذكس في أمريكا البيدوفوروس, وتم بحث سبل دعم جهود الأردن في تعزيز الوجود المسيحي في الشرق الأوسط، إضافة إلى جهود المملكة في الحفاظ على المقدسات في القدس.